نعت الأمانة العامة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري رحيل عضو مجلس القيادة السابق وقائد قوات المظلات القائد عبدالله عبدالله العالم.
وقالت الامانة العامة في بيانها : في لحظةٍ عصيبة من تاريخها وفي هوجة النار والدم والدخان، فقدت اليمن واحداً من أبطالها الأفذاذ وقطعةً مضيئةً في فضاء نضالها.
في يوم الجمعة 14 يناير 2022 فاضت روح الرائد/ عبدالله عبدالعالم، عضو مجلس القيادة السابق، قائد قوات المظلات القائد الناصري الفذ عضو اللجنة المركزية للتنظيم، والمناضل الوطني الجسور، بعد حياة حافلة ونضال مرير بذله الراحل من أجل حرية الشعب واستقلال الوطن.
كان عبدالله عبدالعالم من أوائل الشباب الذين فتحوا آذانهم لصوت الثورة ولبوا ندائها. ولقد استحق أن يكون ضمن الدفعة الأولى التي أرسلتهم الثورة للالتحاق بالكلية الحربية في القاهرة.
ومن ميادين التدريب وقاعات العلم عاد إلى ساحات المعارك جندياً شجاعاً وقائداً استطاع أن يرتقي السلم العسكري بالجدارة والكفاءة والعلم حتى تولى قيادة قوات المظلات بعد دمجها بقوات الصاعقة في العام 1970.
كانت قيادة هذه القوات تنطوي على قدرٍ كبيرٍ من الصعوبة بسبب الأحداث الدامية التي شهدتها في أغسطس 1968 التي أعقبت الانتصار المجيد على فلول الإمامة في معركة السبعين الخالدة.
ولقد أثبت القائد الشاب مهارةً فائقةً وبرهن على أنه يجمع بين المعرفة العسكرية والحكمة السياسية فاستطاع أن يجعل من قوات المظلات فصيلاً عسكرياً هاماً وبارزاً ومؤثراً إلى أبعد الحدود في الحياة السياسية والعسكرية.
في موقعه كقائد للمظلات كان القائد الذي ينحاز إليه الجميع في وحدته وفي القوات المسلحة على اختلاف انتماءاتهم القبلية.. كان عبدالله عبدالعالم محل تقدير واحترام.
في لهيب معركة الثورة نمت علاقة حميمية بين الضابط الشاب عبدالله عبدالعالم والقائد الاكبر رتبةً منه وموقعاً القائد الشهيد إبراهيم الحمدي بسجايا وخصال وتوجهات وطنية وقومية مشتركة في وقتٍ كان الشهيد إبراهيم الحمدي قائد قوات الاحتياط يقتطع من مخصصات قواته لتزويد قوات المظلات التي يرأسها أكثر القادة العسكريين قرباً من مشاعره وتوجهاته الوطنية.
لهذا كانت المظلات القوة الأساسية التي تولت المواقع الرئيسية عند تنفيذ حركة 13 يونيو التصحيحية.
وكان عبدالله عبدالعالم النجم الذي حلق فوق السحاب مع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي خلال تلك الفترة الزاهية عندما تخلى آخرون عن مواقعهم وأدوارهم وانحازت اختياراتهم إلى الماضي وليس إلى الأمل ثم بقى نجماً فوق السحاب بعدما وقعت الخيانة التي قادها ونفذها أحمد الغشمي، ومعه الرئيس السابق تنفيذا لارادة ومخططات اسيادهم واولياء نعمتهم في الخارج.
ومن أسفٍ أنه لم يستطع أن يرد موجة الردة العاتية وكانت ورائها قوى إقليمية ودولية جبارة لم يستطع بمفرده أن يتغلب عليها.
رفض عبدالله عبدالعالم أن يتولى منصب السفير في أي عاصمة بعد أن عرض عليه الغشمي كي لايمثل النظام الغادر، وفضل مغادرة صنعاء كي لايفتح باب حربِ أهلية واكتفى أن يتوارى إلى الحجرية مسقط رأسه.
لقد حمل عبدالله عبدالعالم حسرته على بلاده وعلى تاريخه ومثاله الأعلى رفيقه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي واختار الحياة في الظل.
عاش متطهراً لم يمض في الطريق إلى العواصم التي غذَّت جيوب وحسابات الكثيرين ممن هانوا وخانوا.
عاش سنوات الصمت وسكت على كل أذيةٍ كي يتحاشى الشبهات ويحافظ على سيرته ناصعةً بيضاء.
لقد كان حقه، بل حق الشعب وحق كل الأسر التي فقدت آبائها في مجزرة مشايخ تعز، أن يفتح تحقيق قضائي يكشف الحقائق ويسمي الفاعلين بأسمائهم وأوصافهم وصفاتهم.
ذلك حق لم يسقط بالتقادم، ومع يقيننا بأن عبدالله عبدالعالم كان أطهر من أن يسقط في ذلك الدرك الخبيث، فإننا نتعجب من ذوي السقطات والعاهات والعورات الذين لم يقدروا حرمة الموت وراحوا يرسلون إليه التهم ويصفونه بأقذع الأوصاف وهم فيما ذهبوا اليه يؤكدون الطينة الخبيثة التي تنطق بها ألسنتهم وكراهيتهم لرمز وطني شامخ كان ولايزال مهيباً بالتجربة الوطنية الباذخة لحركة 13 يونيو بقائدها ورمزها العظيم إبراهيم الحمدي ورفيقه المخلص عبدالله عبدالعالم.
ونقول للتاريخ أن عبدالله عبدالعالم كان الجسر الذي ربط إبراهيم الحمدي بالتنظيم الناصري "طلائع الوحدة اليمنية". فقد كان قائد قوات المظلات عضوًا قديمًا في التنظيم منذ العام ١٩٦٨م، ورفيقاً جمع بين ابراهيم الحمدي وعيسى محمد سيف ورفاقه توجت بالتزام الشهيد إبراهيم الحمدي وشارك في المؤتمر الوطني العام الخامس وانتخب عضوا في القياده التنفيذيه للتنظيم.
تلك العلاقة التي اثمرت تجربةً هائلةً تولى فيها كوادر التنظيم مسئوليات كبيرة في العمل التعاوني وفي لجان التصحيح دعماً لإبراهيم الحمدي على طريق تجربةٍ وطنيةٍ أجهضتها الرجعية الإقليمية والإمبريالية الدولية في مؤامرة خسيسة رخيصة.
اليوم ونحن نودع هذا الرمز الوطني نقول للسلطة الشرعية وهي تتجاهل هذا الرحيل وتتراجع حتى عن تأبينه أو وداعه بجنازة عسكريةٍ مستحقةٍ لقد سلكتم طريقًا بائسًا أساء الى التراث السياسي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر التي تعلمنا منها كيف نكرم قادتنا وكيف نعلي قيم التسامح والحرية والعدل والمساواة بين كل أبناء الوطن بل لقد تخليتم عن أبسط الواجبات الأخلاقية التي أقلها رسالة عزاء لرجل بذل حياته للبلاد بصدق وإخلاص وبكرامة وعز.
نفهم ونتفهم موقفكم لأن عبدالله عبدالعالم لم ينزلق إلى المنحدر الذي تغرقون فيه اليوم.
تحية للقائد الراحل عبدالله عبدالعالم
تحية لذكرى الرئيس إبراهيم الحمدي
المجد للثورة اليمنية ولحركة الثالث عشر من يونيو التصحيحية.
صادر عن : الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - الأحد الموافق ١٦ يناير ٢٠٢٢م