قسمات وجهها الشاحب تروي تفاصيل حياة قاسية وواقع تشريد قسري مُجحِف وقصة مأساة أليمة لا تنتهي فصولها عند كل نقطة ابتداء جديدة.. هي توصيف دقيق لمعاناة المواطن البسيط الذي شردته ميليشيات الحوثي من أرضه الكريمة وداره الصغير بمكانه الكبير بأهله.
“عيده سالم قبيصي” امرأة طاعنة في السن؛ سبعينية العمر، عاشت حياتها البسيطة راضية بما قسم الله لها في رزقها وأهلها، هي من أهالي مديرية ‘الدريهمي’ جنوبي الحديدة، عاشت وترعرعت فيها.. ولم يجرِ في خُلدها يوماً أن تكون ضحية لحرب ظالمة شنتها المليشيات الحوثية على أهالي بلدتها.
تحدثت السبعينية عيده قبيصي تارة بلسان المرأة المكلومة على ماوصل بها الحال إليه، وبلسان المرأة العزيزة الشامخة تارة أخرى، تحكي قصة مأساتها التي صنعتها مليشيات الموت الحوثية.. قائلة: حاولنا الفرار من حرب الحوثيين علينا وعلى منازلنا، وقصفنا الحوثي بالقذائف، بُتِرت قدماي، وأصبحت اليوم مُقعدة عاجزة عن الحركة الطبيعية كبقية الناس.
تقطن عيده سالم في بلدة الطايف التابعة لمديرية الدريهمي، في غرفة مهترأة مبنية من القش وسعف النخيل، وتحاول جاهدة المشي على أطراف يديها تتكئ عليها لتحمل ماتبقى من جسدها النحيل.