فاسد يتحدث عبر مكبرات الصوت في المسيرة المناهضة للفساد في تعز، ويدعو إلى رحيل الفاسدين، وحذر المتظاهرين من اختراق صفوفهم من قبل المخبرين المندسين التابعين لعفاش.
بهذه الحديث يصف الصحفي وجدي السالمي مشهد التناقضات في تعز والذي تحاول فيه جماعة الاخوان وادواتها الفاسد ركوب موجة الغضب الشعبي ضد الفساد ، وقيادة حراك الشارع ضده.
يتحدث السالمي هنا عن المدعو / منير حميد سيف الذي كان يشغل منصب مدير مديرية صالة ورفض قرار تغيره من قبل المحافظ السابق امين محمود في 2018 واستمر في منصبه بقوة السلاح.
حيث اقام حينها حزب الإصلاح (الذراع المحلي لجماعة الإخوان في اليمن) مهرجانات مسلحة ترفض قرار المحافظ بإقالة الرجل ، حضرها قيادات عسكرية بارزة من الإصلاح على رأسها يحيى الريمي ووهيب الهوري.
يشير الصحفي السالمي الى تاريخ الرجل ، حيث كان يشغل منصب أمين عام مديرية صالة عام 2011م ، ووقتها طلبه الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للتحقيق معه في قضية فساد كبيرة نشرت في تحقيق لصحيفة الجمهورية آنذاك، فقرر الهروب بالانضمام لساحة الحرية وأعلن تقديم استقالته.
وتعود قضية الفساد الى قيامه بإنزال مناقصة لترميم جامع وبناء سور له يزعم أنه جوار منزله في حي مستشفى الدرن ضمن البرنامج الإستثماري للمديرية وتسليمها لمقاول.
وعندما نزلت لجنة لاستلام العمل من المقاول كانت المفاجأة بأن المقاول قام بترميم منزل منير وبناء حوشه للمنزل، ولا يوجد بجوار المنزل جامع وأن الأعمال التي نفذها المقاول كانت في منزل منير أمين عام المجلس المحلي لمديرية صالة.
استمر الرجل في ممارسته هوايته المفضلة في النهب والعبث مستنداً الى قوة الإصلاح ، بعد تمرده على قرار المحافظ السابق بإقالته وتكليف محمد عبدالرحمن الكدهي في هذا المنصب ، بل واستمر الوضع مع المحافظ الحالي نبيل شمسان ورغم تعزيز تكليف الكدهي بقرار من الحكومة.
>> اقرأ المزيد : بالوثائق : استمرار تمرد ونهب لإيرادات الدولة بمديرية صالة بتعز بغطاء من الاصلاحي "وكيل أول "
وسبق وان كشف "الرصيف برس" في سبتمبر عام 2019م عن وثائق رسمية تكشف استمرار قيامه بانتحال صفة مدير عام المديرية وقيامه بجمع الجبايات والضرائب والعائدات في المديرية وبقوة السلاح.
وجاءت هذه الممارسات رغم توجيهات المحافظ نبيل شمسان بعدم التعامل معه والتعامل مع المدير الشرعي محمد الكدهي ، الا أن الرجل استمر في ممارساته وبضوء اخضر منةالإخوان وعبر القيادي الإخواني وكيل أول عبدالقوي المخلافي.
وفي أكتوبر 2019م كشفت وثيقة حصل عليها " الرصيف برس " عن توجيه من المحافظ بإحالة المدعو / منير حميد سيف الى النيابة العامة بتهمة انتحال صفة " مدير مديرية " صالة ونهب مواردها.
ظهور الرجل في التظاهرات الأخيرة تكشف فشل السلطة المحلية المسيطر عليها من قبل الاخوان في تطبيق ما تدعيه من مواجهتها للفساد واحالة ملفات الفسادين الى النيابة والقضاء ، بحسب الخبر الذي نشره اعلامها يوم الأحد الماضي.
حيث قال اعلام السلطة بأن وكيل محافظة تعز عارف جامل ناقش مع وكيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة علي العيزري ملفات مدراء عدد من المكاتب والمؤسسات الحكومية لنيابة الأموال العامة للبدء بمحاكمتهم.
ولاقى الخبر سخرية واسعة بين الناشطين لتكرار الأمر قبل منذ 2019م ، وباتت اشبه بمحاولة تخدير لإخماد تحركات الشارع ضد الفساد ، كما انها تصدر من قبل قيادات متهمة هي نفسها بالفساد وترى انه من غير المنطقي ان تقوم بمكافحته كحال الوكيل عارف جامل.
اللافت ما كشفه الصحفي احمد باشا عن اطلاع جامل على تقرير مكتب الضرائب الصادر من الجهاز المركزي و ورود اسمه بالتقرير بالنسب التي يحصل عليها هو والكثير في السلطة المحلية.
حيث قال بان جامل وعقب اطلاعه على التقرير "شعر بالخطر وقال : لن نرضخ للضغوط سنتعامل بالقانون" ، ما يفضح كذب المزاعم التي تروج لها سلطة الإخوان وادواتها في تعز عن قيامها بمكافحة الفساد وبذات بعد رفض مدير النقل ومدير الكهرباء التسليم، اللذين تم ايقافهم واحالتهم للنيابة الاسبوع الماضي وهم اللذين ثبت فسادهم بتقارير الجهاز وهم من المحسوبين على جماعة الإخوان .