بين فترة و أخرى تشهد مدينة تعز أزمات متكررة لتكدس القمامة والمخلفات في شوارعها كان آخرها ما شهدته المدينة أواخر شهر رمضان الماضي بسبب اضراب عمال النظافة.
يومها انتهى المشهد بقيام وكيل المحافظة عارف جامل المشرف على صندوق النظافة والتحسين بتوقيف – شفهي – لمدير الصندوق عبدالله جسار ، كمحاولة من الرجل لإظهار ان المشكلة تتلخص في مدير الصندوق.
مصادر مطلعة كشفت لـ "الرصيف برس" جانب من العبث والفساد الذي يتعرض له الصندوق من قبل الوكيل جامل خلال الفترة الماضية ، عبر عدد من القيادات بالمحافظة ومن بينها اشقاء الوكيل واقاربه بهدف نهب إيرادات الصندوق الذي يعد من ابرز الأوعية الايرادية في المحافظة بايرادات تصل الى عشرات الملايين شهرياً.
المصادر كشفت عن محاولات حثيثة قام بها مدير الصندوق عبدالله جسار والمدير المالي للصندوق كامل احمد حسان للتصدي للممارسات العبثية التي يقوم بها الوكيل جامل والقيادات التابعة له ، دفعت بالوكيل عارف الى محاولة التخلص من الرجلين.
وسردت المصادر كماً هائلاً للمخالفات والتجاوزات التي قام بها الوكيل جامل وابرزها اصدار توجيهات الى إدارة الصندوق بصرف المباشر من الإيرادات تحت لأفراد النقاط الأمنية والمتحصلين قبل توريدها الى البنك وهو ما يعد مخالفة صريحة للقانون ، كما وجه الوكيل باعتماد نسبة 50% لمأموري الضبط على ان يتم صرفها بشكل مباشر.
كما اقدم الوكيل على استخراج توجيه من المحافظ باعتماد مخصص يومي من الوقود له بواقع (40لتر) يومياً اكثر من 10 مليون سنوياً ، وهي ذات الخطوة التي قام بها ابن شقيقه عرفات جامل الذي تم تعيينه في منصب نائب مدير الصندوق للشئون الايرادية وهو ما يعكس رغبة جامل في السيطرة على مفاصل الصندوق وايرادته.
وفي هذا السياق كشفت المصادر عن امتناع فروع الصندوق في مديريات المدينة الثلاثة عن توريد ايراداتها لحساب الصندوق في البنك المركزي وبضوء اخضر من الوكيل جامل باعتباره مشرفاً للصندوق والمديريات الثلاث.
ولفتت المصادر الى ان احد هذه الفروع وهو فرع مديرية القاهرة ، يديره شقيق أخر لجامل وهو عزيز جامل والذي تم فرضه بالمخالفة لقانون الخدمة المدنية ، حيث ان الرجل ليس من كوادر الصندوق او موظفاً فيه.
وأكدت المصادر بان الخطوات التي يقوم بها الوكيل عارف تلاقي اعتراضاً رسمياً من مدير الصندوق والمدير المالي ، وهو ما دفع بالرجل الى التخلص منهم ، وقد نجح في الإطاحة بالمدير المالية مؤخراً ، وسبق وان قام جامل بتهديد الرجل منتصف العام الماضي بعد اعتراضه على اجراء مخالف قام به الوكيل.
وأشارت المصادر الى ان الوكيل جامل استغل اضراب العمال الأخير لتوجيه بتوقيف مدير الصندوق جسار وتكليف أحد المقربين منه لإدارة الصندوق والذي سارع في اليوم التالي الى التوجيه للمدير المالي بصرف مبلغ نصف مليون ريال تحت مسمى " نثريات" وهو ما يشير الى ان الاستحواذ على إيرادات الصندوق هو الهدف الوحيد لجامل والموالين له.
واضافت ان الحملة التي قامت برفع ما تكدس من القمامة في ثلاثة ايام استطاع الوكيل جامل المشرف على الصندوق ومديريات المدينة تصفية مبلغ 47 مليون من الأمول التي بددها وحاشيته في اشهر سابقه من ايرادات الصندوق .
المصادر أوضحت بان الأضراب الأخير الذي قام به عمال النظافة جاء احتجاجاً على سعي مدير الصندوق الى ضبط نفقات الصندوق وصرف المرتبات والمستحقات للقوة الفعلية على الأرض وإلغاء المستحقات غير القانونية التي يتم صرفها لعدد من المشرفين بالصندوق.
كما اقدم الشيخ عارف جامل، اليوم الاثنين، باسم السلطة المحلية توجيه الشرطة العسكرية احتجاز اصحاب محطات الكهرباء، و لم يكن احتجازهم من أجل الزامهم بتسعيرة مخفظة كما ادعى الاعلام المطبل له بل لفرض نسبة 7% مما يتحصلون عليه لصالح الصندوق كما يدعي جامل المسيطر على مقدرات الصندوق منذ فترة .