أدانت منظمات عربية ودولية جريمة إحراق اللاجئين الافارقة في أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وفي ظل الاتهامات لميليشيا الحوثي بإشعال النيران في مركز لاحتجاز اللاجئين شددت كلاً من منظمة "العفو الدولية"، ومنظمة "رايتس رادار" على ضرورة إجراء تحقيق مستقل في ملابسات الحريق الكارثي في معسكر احتجاز المهاجرين والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات.
وقالت المنظمة، العفو الدولية إن الحادث يؤكد الحاجة الملحة لأن يحيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.
من جانبها طالبت منظمة رايتس رادار مليشيات الحوثي بتوضيح مقنع حول ما تعرض له عدد من اللاجئين الافارقة المحتجزين في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للحوثيين في صنعاء.
كما دعت رادار الى تحقيق دولي لكشف ملابسات الحريق المروع والذي اودى بحياة عدد من اللاجئين الافارقة وجرح آخرين في أحد مراكز الاحتجاز.
وتوفى عشرات اللاجئين الأفارقة وأصيب المئات منهم في حريق مركز الاحتجاز والذي كان يضم نحو 500 من اللاجئين الافارقة.
وانتشرت مشاهد لأحد مراكز الاحتجاز، الذي التهمته النيران، فيما تعالت أصوات عدد من المحتجزين، مطالبة النجدة، وظهرت المقاطع المتداولة، لجثثا على الأرض متفحمة.
أحد اللاجئين كان كشف لوسائل إعلام أن اللاجئين المحتجزين طلبوا إما ترحيلهم أو الإفراج الفوري عنهم، وبدأوا إضراباً عن الطعام استمر أياماً قبل الحادثة، لافتاً إلى أن قائداً عسكرياً حوثياً دخل إلى سجن اللاجئين وخيرهم بفك الإضراب عن الطعام أو الضرب.
كما أوضح أنه "عندما قام القائد العسكري الحوثي بالاعتداء على السجناء، رد اللاجئون بالدفاع عن أنفسهم فضربوه إلى أن فارق الحياة، فما كان من الميليشيا إلا أن انتقمت بصبّ البنزين في السجن وسط السجناء وإلقاء قنبلة بداخله".
وفي ذات السياق كشف إعلامي أثيوبي عن ارقام صادمة لحصيلة ضحايا المحرقة العي قال انهل تفوق الـ 500 شخص ، مؤكداً بان الرقم مرشح للزيادة نتيجة وجود إصابات خطيرة في كل الاعداد المحتجزة والتي تتعدى ال900 محتحز.
وقال الإعلامي الأثيوبي في تصريحات لقناتي بي بي سي عربي إن نحو 450 شخصاً توفوا في الحال بعد إلقاء قنابل حارقة عليهم من قبل قوات الحوثي، و63 شخصاً توفوا بعد نقلهم للمستشفيات، ما يعني أن إجمالي القتلى حوالي 513 شخصاً.
وأوضح جمدا سوتي، رئيس شبكة مستقبل "أوروميا" للأخبار أن الحوثيين شنوا حملة اعتقالات واسعة الأسابيع الماضية بحق المهاجرين بغرض تجنيدهم للقتال في الجبهات ومن كان يرفض يتم إيداعه السجن أو يفرض عليهم مبالغ مالية مقابل ترحيلهم.
وأضاف الاعلامي الاثيوبي قائلاً: وصلني فيديو بتاريخ 22 فبراير الماضي من داخل صنعاء يتحدث فيه لاجئين عن قيام الحوثيين بحملة الاعتقالات وفرضهم، مقابل الافراج، على كل شخص تم اعتقاله من خارج صنعاء 150 ألف ريال، و 70 ألف على من اعتقوا من داخل صنعاء.
وتابع: السجناء دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجاً على معاملة الحوثيين ما دفع الحراس إلى الاعتداء عليهم ركلاً وصفعاً لكن السجناء دافعوا عن أنفسهم وأخرجوا الحراس من داخل السجن.
واستطرد سوتي: بدأت الجريمة بإطلاق الرصاص على المهاجرين المحتجين من قبل حراس السجن قتل فيه شخصين قبل أن تأتي قوة حوثية وترمي بالقنابل على مئات الأشخاص المهاجرين الذين كانوا داخل السجن.
وقال إن المهاجرين يتعرضون من قبل الحوثيين لأبشع أنواع الجرائم حيث يتم إجبارهم على حمل السلاح والقتال.