وإتهمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء، مسئولي مكتب الأوقاف وهيئة المدن التاريخية، بهدم مسجد النهرين الأثري بموجب اتفاقية بينهما قضت بإزالة مبنى المسجد الذي يعد أثراً هاماً" يستوجب حمايته والمحافظة عليه وليس تدميره وهدمه لبناء جامع جديد بدلاً عنه".
وفي مذكرة رسمية بتاريخ الأربعاء 10 فبراير/ شباط الجاري، حصل (نيوزيمن) على نسخة منها، أكدت هيئة الآثار أن هدم مسجد النهرين "مخالف لقانون الآثار جملة وتفصيلاً"، مطالبة وكيل نيابة الآثار والمدن التاريخية بإحالة المتسببين إلى القضاء بسرعة عاجلة.
وبموجب قانون الآثار وتقرير اللجنة الفنية من الأخصائيين، واستناداً لنصوص مواد القانون رقم (28) لسنة 1997م (3-10-11- 14- 15-17-39-40-41)، طالبت الهيئة العامة للآثار والمتاحف باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد المتورطين في هدم المسجد، و"العمل لإعادة المبنى إلى أصله على نفقة المخالفين كما كان عليه".
مشيرة إلى أن مسجد النهرين يعدّ من الجوامع الأثرية، وقد بُني في القرن الأول الهجري من قبل أحد الصحابة الذي سكن في النهرين، وقبره بجانب المسجد، ومنوهةّ إلى توسعة الجامع في القرن الحادي عشر والثالث عشر، ليصبح منذ ذلك التاريخ بموجب قانون الآثار "أثراً هاماً يستوجب حمايته والمحافظة عليه وليس تدميره وهدمه لبناء جامع جديد بدلاً عنه".
وكانت مليشيا الحوثي في صنعاء استبعدت أواخر يناير الماضي القائمين على مسجد النهرين من المحسوبين على المذهب الزيدي بآخرين تابعين للجماعة ينزعون نحو الأفكار المتطرفة وما تعرف بجماعة "الاثنى عشرية" المرتبطة مباشرة بالجماعة الدينية في إيران.
ومنذ ظهور القيادي في الحرس الثوري الايراني حسن إيرلو، كسفير افتراضي لبلاده في صنعاء، اتجهت مليشيا الحوثي نحو طمس معالم الهوية اليمنية، وكثّفت أساليبها الطائفية داخل المجتمع اليمني، ضاربةً عرض الحائط بقرون من التعايش وتداخل المذاهب الدينية منذ أكثر من ألف عام.
وتبرر مليشيا الحوثي هدم المسجد بذريعة ترميم سقفه بسبب الأمطار، إلى جانب معالم ومنازل أثرية أخرى بعيداً عن إشراف المختصين في المؤسسات الحكومية المعنية.
وتاريخياً يعد مسجد النهرين بصنعاء منارة علمية درس فيه العديد من الأعلام في مجالات الفقه واللغة وأصول الدين منهم الشيخ المقرئ محمد حسين عامر، وجاء في كتاب (مساجد صنعاء عامرها وموفيها) للقاضي العلامه محمد الحجري، أن مسجد النهرين "من المساجد العامرة غربي السائلة أسفل صنعاء، وهو منسوب إلى الناحية التي عمر فيها إذ هي مشهورة بهذا الاسم من صدر الإسلام".