بلتون، هو المستشار السابق للرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، استقال من عمله وخاض معركة إعلامية ضد “ترامب” أثناء رئاسته، ونشر اليوم مقالاً نشره “ديلي نيوز”.. يعيد نيوزيمن نشره مترجماً للعربية:
يُنظر إلى "الحرب الأهلية" الدامية في اليمن -والتي أصبحت في الأساس حرباً بالوكالة بين إيران والخليج- بأنها مأساة إنسانية. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون خطأً، بمن فيهم الرئيس بايدن، أن حل هذه المأساة يتطلب إلقاء اللوم على الجانب الخطأ، وبالتالي تبرئة الجناة الحقيقيين ووكلائهم.
قال بايدن الأسبوع الماضي في أول خطاب رئاسي له عن السياسة الخارجية "إننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة". يبدو هذا مهماً، باستثناء أن التدخل الأمريكي المباشر انتهى في 2018 بتعليق التزود بالوقود للعمليات الجوية السعودية في اليمن.
كان بايدن قد "أوقف مؤقتاً" بالفعل العديد من مبيعات الأسلحة المعلقة إلى السعودية والإمارات، على الرغم من أن هذه الأسلحة كانت مخصصة دائماً للأغراض العسكرية العامة، وليس للاستخدام على وجه التحديد في اليمن. علاوة على ذلك، ربما (عن غير قصد)، يشكك بايدن في الحملة الأمريكية المنفصلة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي تهدد كلاً من اليمن والسعودية.
أعلن وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، مساء الجمعة، عن خطط لإلغاء تصنيف إدارة ترامب للمتمردين الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية. فقد تلقى الحوثيون، وهم جماعة شيعية، دعما ماليا وعسكريا إيرانيا كبيرا، بما في ذلك في الآونة الأخيرة صواريخ كروز وطائرات بدون طيار.
تم استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف مدنية في اليمن والسعودية والإمارات، بما في ذلك المطارات والبنية التحتية النفطية. إلى جانب الأسلحة التي قدمتها إيران إلى المليشيات الشيعية في العراق، فإنها تشكل تهديدات حقيقية لممالك الخليج المنتجة للنفط.
في الواقع، تحاول إيران تطويق أعدائها العرب، وعلى رأسهم السعودية، عن طريق خلق نظام صديق في فنائها الخلفي. ومن بين دول شبه الجزيرة العربية، اليمن الأفقر والدولة الوحيدة بدون نفط.
يقدم بايدن تنازلات طوعية لإيران، مما يمهد الأساس لإحياء اتفاق الرئيس أوباما النووي الفاشل لعام 2015 مع طهران.
على الرغم من جهود بايدن الضمنية لوصف ذلك بأنه هجوم سعودي وحشي على دولة فقيرة، فإن المشكلة المركزية هي إيران ووكيلها الحوثيين. إن قرار بايدن بكبح السعوديين واسترضاء الحوثيين لن يسهم في السلام، بل العكس سيلهم المتمردين ارتكاب المزيد من القتل والدمار للشعب اليمني.
يتبع بايدن فكرة أوباما الخاطئة تماما بأن استرضاء إيران سيحثها على الانخراط في سلوك أكثر حضارة بشأن القضايا النووية وغيرها، وأن جيران اليمن العرب هم التهديدات الحقيقية للسلام والأمن الإقليميين.
لكن في الحقيقة، ستسعد طهران وحلفاؤها وأن هدايا إدارة بايدن قد بدأت، ومن المتوقع قيام نظام الملالي بتكثيف أعماله الدموية المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
يبرر البيت الأبيض سياسته من خلال الاستشهاد بالمخاوف الإنسانية، متجاهلاً أن إيران والحوثيين، الذين يقتلون المدنيين اليمنيين ويعرقلون عمال الإغاثة الأجانب لأغراضهم الاستراتيجية الخاصة.
لم يكن إدراج الحوثيين كإرهابيين، على سبيل المثال، عقبة أمام توزيع المواد الغذائية أو المساعدة الطبية، أو حل النزاع سلمياً. العقبة هي أن الحوثيين إرهابيين يسعون، مع إيران، إلى ميزة تكتيكية على أعدائهم المحليين مع تقليل الدعم الخارجي الذي يمكنهم الاستعانة به.
يجب ممارسة الضغط الأمريكي لإحلال السلام وإنقاذ أرواح المدنيين اليمنيين بطريقة منصفة وليس من جانب واحد. ومع ذلك، فإن القيام بذلك الضغط قد يغضب الملالي ذي الحساسية الرهيبة الذي يتودد إليه بايدن.
إيران تضع بايدن في المكان الذي تريده فيه. فالخاسرون هم الشعب اليمني، وفي النهاية، الولايات المتحدة.