اعتقلت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أسرة بويا بختياري أحد أشهر قتلى احتجاجات البنزين، الذي سقط على يد قوات الأمن في مشهد استنكرته جهات حقوقية داخل وخارج إيران.

وذكرت وكالة أنباء ”مهر“ الإيرانية، الثلاثاء، نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع، أن ”السلطات تعمل على تتبع واعتقال العناصر المتورطة في استغلال الاحتجاجات الأخيرة وإثارة أعمال الشغب بهدف التصدي لاستمرار استهداف أمن المواطنين“.

وحسب المصدر، فإن ”أسرة المواطن بويا بختياري الذي قُتل بشكل مشكوك في أمره في الاحتجاجات الأخيرة تعكف على العمل ضد الثورة رغم دعوة السلطات لها والحديث معها، ولهذا قامت السلطات باعتقالها“.

لكن حديث المصدر الإيراني عن تورط أسرة المواطن القتيل بويا بخيتاري في إثارة شغب أو عمالة، يتعارض مع ما تشير إليه شهادات النشطاء الذين يؤكدون أن حادثة مقتل بختياري أثارت غضبا واستياء شعبيا من المواطنين، بل حولته إلى رمز من رموز احتجاجات البنزين الأخيرة.

وكشف نشطاء عن أن صورة غرافيتي باتت تنتشر بكثرة في مختلف الشوارع والميادين في إيران بعنوان ”أنا كذلك ابن إنسان“ (بويا بختياري)؛ في إشارة إلى تضامن المواطنين مع بختياري.

وربما ما أثار غضب السلطات الإيرانية من أسرة بختياري واتهامه بالعمل ضد الثورة، هو التعاطف الذي لاقته من شخصيات معارضة في الخارج، وأبرزهم ولي عهد شاه إيران، رضا بهلوي، الذي تواصل هاتفيا مع ذوي المواطن لتعزيتهم.

وكان نشطاء إيرانيون دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المواطنين لتنظيم حضور شعبي في عزاء بويا بختياري؛ تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا الاحتجاجات وإدانتهم للمواجهات العنيفة التي تطلقها سلطات النظام ضد المحتجين.

وتصاعدت في إيران احتجاجات شعبية عارمة، منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اجتاحت أغلب المدن والمحافظات، اعتراضا على قرار السلطات المفاجئ بزيادة أسعار البنزين لثلاثة أضعاف، فيما أسفرت المواجهات الأمنية العنيفة عن سقوط عدد من المحتجين.

وكشف مسؤولون إيرانيون في تصريحات نقلتها وكالة ”رويترز“ الاثنين عن وصول عدد قتلى احتجاجات البنزين إلى ما لا يقل عن 1500 قتيل، وذلك وفقا لأوامر مباشرة من المرشد الإيراني، علي خامنئي بفعل أي شيء لوقف حراك الاحتجاجات.