لمهندس .عبدالله الوادعي
مأرب كغيرها من المحافظات التي عانت كثيرا من الإهمال والحرمان من الكثير من المشاريع الخدمية ونتيجة للإحداث الأخيرة " الحرب " ظهرت مأرب بحلة جديدة من غيرها من المدن المحررة .
إذ ،تميزت هذه المدينة بالأمن والإستقرار وكذلك التخلي عن العنصرية المناطقية- التى للاسف ظهرت فى بعض مدن الشرعية- لهذا كانت مأرب قبلة كل باحث عن مأوى بعد أن منحته أحداث الحرب الأخيرة صفة النزوح .
حيث يوجد فيها ما يقارب مليوني شخص بحسب احصائيات بعض المنظمات المتخصصة ومثلما كانت قبلة للنازحيين كانت قبلة لرجال المال والأعمال أيضا فظهرت المدينة بشكل جديد وكل يوم تظهر بشكل مختلف حتى بات يمكن القول بأنها المدينة الأسرع نموا في المنطقة العربية بأكملها .
خلقت محافظة مأرب لنفسها فرصة تاريخية لم تحصل عليها أي مدينة إلا فيما ندر لكن يبقى السؤال الملح هنا هل ستستفيد هذه المدينة من هذه الفرصة أم أنها ستفقدها دون قصد ؟ حينها لن ينفع الندم على ما فات !!
وحدها الأيام القادمة كفيلة بالرد على هذا التساؤل ووحدها السلطة المحلية بالمحافظة معنية بهذه اللحظة التاريخية المثلى فى حال عملت على إستغلالها بشكل أمثل وطرق مهنية وعلمية سليمة لأن هذه الفرصة لن تتكرر ما يتم إستغلالها في تنظيم المدينة وتخطيطها والسيطرة على النمو فيها .
فمن وجهت نظر متخصص ومتفحص في تخطيط المدن كنت قد زرت المدينة قبل أسابيع حيث لفت إنتباهي النهج المتبع فى مدينة مأرب وهو ما أحاول تحذير المعنيين منه لتداركه قبل فوات الآون .
حيث بدأ لي من خلال الزيارات الميدانية ولقاءات عدة مع مهندسين وغيرهم أن المتحكم الوحيد في نمو المدينة هم تجار الأراضي فقط فيما قيادة السلطة المحلية يكمن دورها فى إعطاء التسهيلات وكل ما يخدم ذلك المتحكم ولا يخدم المحافظة، وهذا ما يجعلها في غياب تام عن مسألة النمو والتخطيط العمراني وذلك لإنشغالهم بأمور اخرى .
الأمر الذي أوجد من مأرب مدينة مشوهة محاطة بالعشوائيات من جهاتها الأربع لا تجد فيها فراغ لمدرسة او حديقة او مستوصف او اي خدمة اخرى .
للأسف الشديد تجار الأراضي هم من يحددون اتجاه النمو وهم من يحددون شكل المدينة واعراض شوارعها ومستوى خدماتها وهم المستفيدين من ذلك .
مالم تولي السلطة المحلية هذا الجانب جل إهتمامها ستصحوا على مدينة مكتظة بالسكان خالية من الخدمات حينها سيكون من الصعب اجاد حلول وبدائل لازمة الخدمات التى ستعاني منها بالقريب العاجل .
لهذا فعلى السلطة المحلية ان تعمل مع الجهات المختصة كفريق مشترك فى تدارك مصير المحافظة وعمل مخطط سليم وصحي متكافئ يضع بعين الإعتبار السكان والخدمات الأساسية التى يحتاجونها فى آن واحد مع عدم الخلط بين اختصاصات الجهات وعدم ترك الأمور أمام عبث تجار الأراضي .
المدينة امام فرصة تاريخية لا ولن تتكرر ولازال في الامر متسع لتدارك ما يمكن تداركه .
المهندس .عبدالله الوادعي