يقبع رجل الأعمال اليمني البارز، هاشم الهمداني، في زنزانة انفرادية داخل سجن المخابرات والأمن التابع لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في العاصمة صنعاء، حيث يتعرض لأعمال تعذيب وحشية منذ أكثر من عام.
ورغم مرور هذه الفترة، لم يُعرض الهمداني أمام الجهات القضائية، إذ قام الحوثيون بتلفيق العديد من التهم ضده كوسيلة لقمعه والسيطرة على ممتلكاته.
وأكدت أسرة الهمداني أنها تتعرض لتهديدات متكررة باختطاف أفراد العائلة، وخاصة أطفال ابنة المعتقل، في حال أقدمت الأسرة على إطلاق حملات لمناصرته أو محاولة جذب الانتباه لقضيته.
ويبدو أن هذا الأسلوب جزء من محاولات الحوثيين لبث الرعب في نفوس أفراد الأسرة لمنعهم من محاولة استعادة حقوقهم أو التواصل مع المؤسسات الحقوقية.
وأوضح أفراد الأسرة أن الهمداني اضطر، تحت الضغوط الكبيرة، إلى التنازل عن أراضٍ شاسعة تبلغ مساحتها ألف لبنة لصالح الحوثيين، ورغم ذلك لم تتوقف المضايقات، حيث تقوم الميليشيا بنهب ممتلكاته الثمينة الأخرى مثل الذهب والأدوات التقليدية كـ"الجنابي" .
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشف القاضي عبد الوهاب قطران عن جزء من معاناة عائلة الهمداني، حيث نشر رسالة مؤثرة وصلته من الأسرة، جاء فيها: "طلبنا منكم التضامن معنا لأنهم هددونا وخوفونا بأطفال أختنا، ويمارسون التهديدات والتلفيق المستمر ضد والدنا وأخي عمرو، ويشوهون سمعتنا عبر حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي".وأضافت الأسرة في رسالتها أن معاناتهم تتفاقم مع مرور الوقت دون أي أمل في الحصول على العدالة أو إنهاء التعذيب الذي يتعرض له والدهم وأخيهم، مشيرين إلى أن الهمداني ممنوع من التواصل معهم منذ أكثر من سنة، وأنه قد نُقل إلى مكان احتجاز آخر تحت ظروف قاسية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وتأتي هذه المعاناة في ظل تجاهل المجتمع الدولي والجهات الحقوقية للوضع الذي يعيشه الهمداني وأسرته، حيث يُعاني العديد من اليمنيين من الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها الميليشيا الحوثية ضد المدنيين، وخاصة أصحاب الأموال والمصالح الذين يستهدفون لمصادرة ممتلكاتهم والضغط عليهم عبر التهديد والتعذيب.