تحقيق دولي يكشف تورط الشرعية وضباط سعوديين في إيصال أسلحة إلى "داعش" في اليمن


 

 

كشف تحقيق دولي اجراه مئات الصحفيين بالعالم عن وثائق ومعلومات بتورط قيادة الشرعية وضباط سعوديين في إيصال أسلحة إلى "داعش" في اليمن .

 

التحقيق الذي جاء عبر وثائق مسربة حصل عليها "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" ( ICIJ logo ) ، وشاركها مع "أريج" عدد كبير من الناشرين حول العالم، ضمن مشروع أطلق عليه اسم "أوراق باندورا Pandora Papers". 

التسريبات -يحقق فيها أكبر تعاون صحفي عابر للحدود في التاريخ- تضم ملايين الوثائق من مكاتب محاماة، حول الملاذات الضريبية، وتكشف عن الأصول والصفقات السرية والثروات الخفية لأثرياء -من بينهم أكثر من 130 مليارديراً- وأكثر من 30 من قادة العالم، وعدد من الهاربين أو المدانين ومشاهير الرياضة وغيرهم، وكذلك قضاة ومسؤولو ضرائب وأجهزة مكافحة التجسس.

 

ومن ضمن الوثائق التي سلطت رابطة "أريج" للصحافة الاستقصائية الضوء عليها في تقرير لها، الوثائق التي اشارت الى أسماء ضباط في وزارة الدفاع السعودية ، تورطوا في صفقات سلاح الى اليمن وصلت عبر سلطات الشرعية الى يد تنظيم داعش.

 

وأشار التقرير الى الأمر الملكي الذي أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز في الأول من أيلول/ سبتمبر 2020، بإعفاء الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز من منصبه كقائد لقوات التحالف في اليمن، وإعفاء نجله عبد العزيز، نائب أمير منطقة الجوف، وتحويلهما للتحقيق بتهمة تعاملات ماليّة مشبوهة، بعد بلاغ مقدم ضدهما من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

 

وكان من بين الأسماء الذين شملهم الأمر الملكي أربعة سعوديين في وزارة الدفاع السعوديّة، من بينهم محمد بن عبد الكريم الحسن ويوسف بن راكان بن هندي العتيبي.

 

وظهر اسم الحسن والعتيبي مع متعاقد أميركي يدعى ويليام مايكل سومرينديكي، وآخر كندي من مواليد مدينة طرابلس في لبنان يدعى شادي شعراني ، حيث تشير الوثائق أن الحسن سجل كمدير لشركة Larkmont Holdings Limited في "جزر العذراء البريطانيّة" في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2016، أي بعد أقل من عام واحد من شن التحالف العربي "عاصفة الحزم" ضد جماعة "أنصار الله" في اليمن.

 

كان من أنشطة الشركة، شراء أسلحة من شركة "ّGIM" الصربية المملوكة لوالد وزير الدفاع الصربي نيبويسا ستيفانوفيتش، لكن مجموعة من تلك الأسلحة وصلت إلى يد تنظيم "داعش" الإرهابي في اليمن.

 

تشير الوثائق إلى أن الحسن عندما سجل كمدير لشركة Larkmont Holdings Limited سجل عنواناً له، اتضح عند التأكد منه، أنه عنوان شركة عسكريّة سعوديّة تدعى "ريناد الجزيرة Rinad Al Jazeera LLC" ، ومقرها الرياض. تمّ إيقاف موقع الشركة خلال فترة العمل على التحقيق.

 

جاء في إحدى وثائق شركة "Larkmont Holdings Limited" الصادرة في الأول من آذار/ مارس 2017، أنّ الحسن "مصرح له بتمثيل الشركة بجميع الطرق مع وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعوديّة".

 

أعطى مايكل الصلاحيات لـ "الحسن" لتمثيل الشركة أمام وزارة الدفاع السعودية، بينما منح شعراني الصلاحيات لـ "مايكل" ، وبين لعبة الصلاحيّات، كانت وفود من ضباط سعوديين ومتعاقدين أميركيين ورومانيين وبلغاريين تتجهز لزيارة صربيا لمعاينة أسلحة في مصنع "كروسيك" الصربي. 

 

لم يكن الحسن السعودي الوحيد الذي شمله قرار الملك السعودي بالتحقيق في شبهات فساد والتي وجدنا أنه أسس شركات "أوف شور" ارتبطت بعقود التسليح في حرب اليمن.

 

الاسم الثاني، يوسف بن راكان بن هندي العتيبي، يدير شركة Milvards التي تشارك شركة Larkmont Holdings Limited في إدارتها، وتأسست في 23 حزيران/ يونيو 2017، أي بعد 6 أشهر من تأسيس Larkmont، ولا تظهر بيانات تسجيل الشركة من مالكها. 

 

شراء الأسلحة كان عبر شركات وسيطة ومتعاقدين أميركيين. من الجانب السعودي كانت شركتا "لاركمونت" و"ريناد الجزيرة"، ومن الطرف الصربي كانت شركة "GIM".

 

زار الحسن وشعراني مصنع "كروسيك" الصربي في الثامن من أيار/ مايو 2017 لمعاينة الأسلحة. وفي العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2018، زارت مجموعةٌ من المتعاقدين الأمريكيين مصنع "كروسيك" مع أربعة ضباط سعوديين.  

 

الضابط السعودي محمد الحسن، بحسب الوثائق، مثّل شركة ريناد الجزيرة وكان مخولاً للتعامل مع وزارة الدفاع السعودية في كل التعاملات المالية والإدارية لشركة "لاركمونت"، وفيما بعد استغل الحسن هذه الصلاحيات المخولة له من طرف الشركة للتوسط في صفقات الأسلحة من صربيا إلى السعودية.

 

بحسب قول ما يُطلق عليه لقب أمير منطقة البيضاء (داعش) في ولاية اليمن: "قامت الشرعيّة (يقصد نظام الرئيس هادي) باستخدام عباءة القاعدة، فجعلت بعض أنصار القاعدة يتولّون الأمر، فكانت تدعمهم بالذخيرة والسلاح وترتب أمورهم وتهيئ لأن تجعل من بعضهم قادة للكتائب، وبعضهم يُظهر رُتبته العسكرية وبعضهم لا يُظهرها، وبفضل الله انكشف هذا المشروع ولم يفلح".

 

وتظهر صور مأخوذة من ملفات فيديو نشرها تنظيم الدولة في محافظة البيضاء صوراً لأسلحة صربية كانت من ضمن الصفقات التي اشترتها وزارة الدفاع السعوديّة من مصنع "كروسيك" الصربيّة، وغير معروف كيف وصلت تلك الأسلحة إلى التنظيم.

 

الصور تبيّن قذائف هاون علامات التعرف عليها واضحة، من خلال رقم القطعة مقارنة مع عقود الشراء التي وقعتها السعودية عبر الشركة الوسيطة GIM مع مصنع "كروسيك" الصربي.

مصدر هذا الخبر وقع محافظة الحديدة:
https://yemen-online.club
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://yemen-online.club/?no=88081