مليشيا الحوثي توظف مجدداً ورقة الأسرى لكسر الضغوط عليها في الساحل الغربي

2021-11-27 14:59:07




 

 

سمح المتمردون الحوثيون لوزير الدفاع اليمني السابق اللواء محمود الصبيحي، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فيصل رجب، مؤخرا بإجراء اتصال هاتفي مع أسرتيْهما، ما يعزز مصداقية الأنباء التي تحدثت عن استئناف سلطنة عمان جهود الوساطة للإفراج عنهما.

 

وأكدت أسرتا اللواء الصبيحي واللواء رجب حصول الاتصال، معربتيْن عن أملهما في أن يكون مقدمة لإطلاق سراحهما قريبا.

 

وكان الصبيحي الذي تجاوز عمره السبعين عاما أسر في العام 2015 مع شقيق الرئيس اليمني ناصر منصور واللواء فيصل رجب في كمين نصبه الحوثيون بمنطقة الحسيني في محافظة لحج شمال عدن.

 

وسبق أن جرت مفاوضات برعاية مسقط للإفراج عن الصبيحي ورجب، بيد أنها تعثرت حيث رفض الحوثيون إطلاق سراحهما، فيما بدا رغبة منهم للاحتفاظ بهما كورقة ضغط في مواجهة السلطة المعترف بها دوليا في اليمن.

 

ويقول مراقبون إنه لا يمكن الجزم بالأسباب التي دفعت الحوثيين إلى السماح للقياديين بالاتصال بأسرتيهما، غير مستبعدين أن تكون للأمر علاقة بمساومة جديدة هدفها وقف تقدم القوات المشتركة في الساحل الغربي.

 

وحققت القوات المشتركة التي تضم في معظمها عناصر جنوبية تقدما لافتا في الأيام الأخيرة في محافظة الحديدة غربي اليمن، بعد انسحاب مفاجئ من مناطق خاضعة لاتفاق ستوكهولم.

 

ونجحت هذه القوات في السيطرة على مناطق وجبال استراتيجية لاسيما على تخوم تعز، وسط انهيارات دراماتيكية في صفوف المتمردين الذي تكبدوا خسائر بشرية فادحة.

 

وتواصل القوات الموالية للسلطة الشرعية في اليمن تقدمها حيث باتت قريبة من وضع يدها بالكامل على مديرية رأس الجبل، الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ العام 2014.

 

وتعيد المعارك في الساحل الغربي خلط الأوراق بالنسبة إلى المتمردين الموالين لإيران، وتشتت جهودهم في مساعي السيطرة على محافظة مأرب، آخر معاقل الحكومة في الشمال اليمني، وهو ما يدفعهم إلى التحرك صوب فتح باب المفاوضات ولو جزئيا عن طريق إثارة ملف الأسرى من الوزن الثقيل مجددا.

 

ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الجمعة إلى مضاعفة الجهود الدولية لتسوية الخلافات بين أطراف النزاع عبر المفاوضات.

 

وأعرب غروندبرغ الذي كان في زيارة إلى موسكو عن قلقه بشأن التصعيد العسكري في مأرب (وسط) والساحل الغربي، مسلطا الضوء على المخاطر التي قد يجلبها المزيد من التصعيد.

 

وأضاف المبعوث الأممي “نواجه إمكانية حصول تصعيد عسكري، ما سيضاعف حتماً معاناة المدنيين”، وتابع “مضاعفة الجهود الدولية أمر أساسي لإقناع جميع الأطراف بضرورة تسوية الخلافات حول طاولة المفاوضات”.

 

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

 

وتقول الأمم المتحدة إنه بنهاية عام 2021 ستكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر. وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، إذ يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة


تابعونا علي فيس بوك