بعد رفض "حظر الطيران".. ما بدائل الناتو لإنقاذ أوكرانيا؟

2022-03-05 21:53:14



ومنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 مارس، دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي حلف الناتو إلى تطبيق حظر طيران فوق بلاده، وكرر الأمر وزير الخارجية، دميترو كوليبا.

في المقابل، استبعد ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف الناتو، إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مبررا ذلك بأنه لا يجب أن تدخل مقاتلات للحلف المجال الجوي الأوكراني، أو قوات للحلف على الأراضي الأوكرانية، لأن هذا يعني إسقاط طائرات روسية، وهو الأمر الذي قد يسبب حربا كاملة الأركان في أوروبا.

وتوافقت تصريحات أعضاء في الحلف مع الأمين العام، فأكدت الخارجية الأميركية أن الدعم المقدم لأوكرانيا هو الإمدادات والمعدات دون التطرق لتطبيق فرض حظر الطيران.

ومنذ أيام، شدد وزير الدفاع البريطاني، بين والاس، على أن حظر الطيران يحتاج إلى قوات جوية غربية ما قد يؤدي إلى معارك جوية مع المقاتلات الروسية، منوها إلى أن الحظر سيضر بأوكرانيا لمنعه تحليق الطائرات الأوكرانية أيضا، ما يسمح لروسيا بالتحرك بحرية لاعتمادها على صواريخ وقذائف لن تتأثر بحظر الطيران.

حظر الطيران ماذا يعني؟

وتعني منطقة حظر الطيران عدم السماح لطائرات معينة بالعبور والتحليق في المجال الجوي للدولة، ويطبق الحظر لأسباب عسكرية لمنع هجمات جوية أو عمليات المراقبة.

ويطبق الحظر بوسائل عسكرية باستخدام نظام مراقبة، وتنفيذ ضربات استباقية ضد الأنظمة الدفاعية في الأجواء التي يشملها الحظر، كما يسمح بإسقاط أي طائرة تخترق المنطقة المحظورة.

منع الصدام

ويرى المحلل السياسي مصطفى الطوسة، أن موقف الناتو له سببان، الأول قانوني، لأن أوكرانيا ليست عضوا فيه، والثاني سياسي عسكري؛ وهو أن فرض حظر الطيران أو إرسال جنود من الناتو يعني إعلان حرب على روسيا فيدخل جميع الأطراف في حرب عالمية ثالثة قد يظهر فيها السلاح النووي.

ووفق الطوسة في حديثه لموقع "سكاي نيوز" عربية، فالناتو يراهن حتى الآن على جلوس الروس والأوكرانيين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات للوصول إلى تفاهمات سياسية.

ويوافق المحلل السياسي طارق زياد وهبي، على أن الناتو يخشى أن يدفع الحظر روسيا للانقضاض على الطائرات المعترضة فتنشب حرب موسعة، ويشير لـ"سكاي نيوز" عربية إلى أن الحلف يمكن أن يتجنب الصدام بأن يصدر قرارا يحظر الطيران فوق مناطق معينة ويطلب من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي" OSCE" الرقابة؛ لأن لديها اتفاقا مع كييف وموسكو بشأن رقابة الخلافات في إقليم دونباس.

"مبررات مفتعلة"

ولم يقتنع الجانب الأوكراني بمبررات الناتو، حيث حمَّل زيلينسكي الحلف مسؤولية قصف روسيا أهدافا في أوكرانيا، معتبرا أن الحلف "يفتعل" المبررات.

 ورغم ذلك، يرى الطوسة أن الناتو لن يترك الجيش الأوكراني، بل حرصت دول مثل فرنسا وألمانيا على تقديم قطع عسكرية قد تعقد المهمة الروسية وتؤجل حسم المعركة.

ويرى وهبي أن علاقات كييف والناتو لا يمكن أن تصل لمرحلة الخلاف، خاصة أن زيلينسكي يسعى لإيجاد مخرج للحرب، وفي النهاية الناتو "لن يقف على الحياد".

ومنذ نشوب الحرب، أرسل الناتو آلاف العسكريين لشرق أوروبا، ونشر قوة الرد السريع لأول مرة، بجانب تأهب 130 طائرة مقاتلة وأكثر من 200 قطعة بحرية.


تابعونا علي فيس بوك